من اتّبعكم فالجنّة مأواه ومن خالفكم فالنّار مثواه ومن جحدكم كافر

من اتّبعكم فالجنّة مأواه ومن خالفكم فالنّار مثواه ومن جحدكم كافر
من اتّبعكم فالجنّة مأواه ومن خالفكم فالنّار مثواه ومن جحدكم كافر

بطلان العبادة بدون ولاية الأئمّة عليهم السّلام واعتقاد إمامتهم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم ومن والاهم ومن مال إليهم


- روى الشّيخ المحدّث الحرّ العاملي (1104هـ) في "وسائل الشّيعة" تحت باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة عليهم السّلام واعتقاد إمامتهم:
1- محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: كل من دان الله عزّ وجل بعبادة يجهد فيها نفسه، ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحيّر، والله شانىء لأعماله - إلى أن قال - وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلوا وأضلّوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد.

2- وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عبد الله بن الصلت جميعا عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السّلام - في حديث - قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن، الطاعة للإمام بعد معرفته، أما لو أن رجلًا قام ليله، وصام نهاره، وتصدّق بجميع ماله، وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حقّ في ثوابه، ولا كان من أهل الإيمان. ورواه البرقي في (المحاسن) عن عبد الله بن الصلت بالاسناد.

3- وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السّلام - في حديث - قال: من لم يأتِ الله عزّ وجل يوم القيامة بما أنتم عليه، لم تقبل منه حسنة ولم يتجاوز له عن سيّئة.

4- وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس - في حديث - قال أبو عبد الله عليه السّلام لعباد بن كثير: إعلم أنّه لا يتقبل الله منك شيئًا حتّى تقول قولًا عدلًا.

5- وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن العلاء، عن أبي عبد الله عليه السّلام - في حديث - قال: والله لو أنّ إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبّر عمر الدنيا ما نفعه ذلك، ولا قبله الله عز وجل ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عزّ وجل أن يسجد له، وكذلك هذه الأمّة العاصية المفتونة بعد نبيّها (صلّى الله عليه وآله)، وبعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيّهم (صلّى الله عليه وآله) لهم، فلن يقبل الله لهم عملًا ولن يرفع لهم حسنة حتّى يأتوا الله من حيث أمرهم، ويتولوا الإمام الذي أُمروا بولايته، ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم.

6- وعنه عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السّلام - حديث - قال: من لا يعرف الله وما يعرف الإمام منّا أهل البيت، فإنما يعرف ويعبد غير الله، هكذا والله ضلالًا.

7- وعن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن أحمد بن الحسن، عن معاوية بن وهب، عن إسماعيل بن نجيح، عن أبي عبد الله عليه السّلام - في حديث - قال: النّاس سواد وأنتم الحاج.

8- وعن علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن منصور بن يونس، عن حريز، عن فضيل، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: أما والله، ما لله عزّ ذكره حاج غيركم، ولا يُتقبّل إلّا منكم. (الحديث).

9- وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير، أنّه قال لأبي عبد الله عليه السّلام - في حديث - : إنّ أهل الموقف لكثير، فقال: غُثاء يأتي به الموج من كلّ مكان، لا والله، ما الحجّ إلا لكم، لا والله، ما يتقبل الله إلّا منكم. ورواه الطوسي في (الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد ابن يعقوب، مثله.

10- أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن)، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن ابن مسكان، عن الكلبي عن أبي عبد الله عليه السّلام - في حديث - قال: ما أكثر السواد؟! - يعني الناس -، قلت: أجل؛ فقال: أما والله ما يحجّ أحد لله غيركم.

11- وعن أبيه، ومحمد بن عيسى، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن عَبّاد بن زياد، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السّلام: يا عَبّاد، ما على ملّة إبراهيم أحد غيركم، وما يقبل الله إلّا منكم، ولا يغفر الذنوب إلّا لكم.

12- محمد بن علي بن الحسين بإسناده، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لنا عليّ بن الحسين عليه السّلام: أيّ البقاع أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال لنا: أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عامًا يصوم النّهار، ويقوم اللّيل في ذلك المكان، ثمّ لقى الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئًا. وفي (عقاب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم، عن أبي حمزة، مثله. ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن عبد الله بن أحمد، عن عبد الله بن يحيى، عن علي بن عاصم، عن أبي حمزة، مثله.

13- وعن أبيه، عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن كرام الخثعمي، عن أبي الصامت، عن المعلّى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله عليه السّلام: يا معلّى، لو أنّ عبدًا عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام، يصوم النهار ويقوم الليل حتّى يسقط حاجباه على عينيه، ويلتقي تراقيه هرمًا جاهلًا بحقّنا لم يكن له ثواب.

14- وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد، عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السّلام - في حديث - قال: إنّ أفضل البقاع ما بين الركن الأسود والمقام وباب الكعبة وذاك حطيم إسماعيل، ووالله لو أنّ عبدًا صفّ قدميه في ذلك المكان، وقام اللّيل مصليًّا حتّى يجيئه النّهار، وصام النّهار حتّى يجيئه اللّيل، ولم يعرف حقّنا وحُرمتنا أهل البيت، لم يقبل الله منه شيئًا أبدا.

15- وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن حسان السلمي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السّلام قال: نزل جبرئيل عليه السّلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله، فقال: يا محمّد، السّلام يقرأك السّلام، ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن، والأرضين السبع وما عليهن، وما خلقت موضعًا أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبدًا دعاني منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحدًا لولاية عليّ لأكببته في سقر.

16- وعن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السّلام - في حديث - قال: أيّ البقاع أعظم حرمة؟ قال: قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: يا ميسر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة، وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة، ووالله لو أنّ عبدًا عمّره الله ما بين الركن والمقام وما بين القبر والمنبر، يعبده ألف عام، ثم ذُبح على فراشه مظلومًا كما يُذبح الكبش الأملح، ثمّ لقى الله عزّ وجل بغير ولايتنا، لكان حقيقًا على الله عزّ وجلّ أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم.

17- وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن الفضل بن كثير المدائني، عن سعد بن أبي سعيد البلخي، قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: إنّ لله في كل وقت صلاة يصلّيها هذا الخلق لعنة. قال: قلت: جُعلت فداك، ولم؟ قال: بجحودهم حقّنا، وتكذيبهم إيّانا.

18- وفي (العلل) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن صباح المدائني، عن المفضل بن عمر أن أبا عبد الله عليه السّلام كتب إليه كتابًا فيه: إنّ الله لم يبعث نبيًّا قط يدعو إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولا نهي، وإنمّا يقبل الله من العباد بالفرائض الّتي افترضها الله على حدودها مع معرفة من دعا إليه ومن أطاع، وحرّم الحرام ظاهره وباطنه، وصلّى وصام وحج واعتمر وعظّم حرمات الله كلها، ولم يدع منها شيئًا، وعمل بالبرّ كله، ومكارم الأخلاق كلها، وتجنّب سيئها، ومن زعم أنّه يحلّ الحلال ويُحرّم الحرام بغير معرفة النبيّ صلّى الله عليه وآله لم يحلّ لله حلالًا، ولم يحرّم له حرامًا، وأنّ من صلّى وزكّى وحجّ واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته فلم يفعل شيئًا من ذلك - إلى أن قال - ليس له صلاة وإن ركع وإن سجد، ولا له زكاة ولا حج، وإنمّا ذلك كلّه يكون بمعرفة رجل من الله على خلقه بطاعته، وأمر بالأخذ عنه. (الحديث).

19- علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أحمد بن علي، عن الحسين بن عبيد الله، عن السندي بن محمد، عن أبان، عن الحارث، عن عمرو، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (وإني لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال: ألا ترى كيف اشترط، ولم تنفعه التوبة والإيمان والعمل الصالح، حتّى اهتدى؟ والله، لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتّى يهتدي. قال: قلت: إلى من جعلني الله فداك؟ قال: إلينا.
أقول: والأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا.




محمّد بن الحسن الحر العاملي، وسائل الشّيعة إلى تحصيل مسائل الشّريعة، تحقيق مؤسسة آل البيت، (ط2، قم، مؤسسة آل البيت، 1414هـ)، ج1، ص118-125، ح297-315 باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة عليهم السلام واعتقاد إمامتهم.

ليست هناك تعليقات: