بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم ومن والاهم ومن مال إليهم
* قال المفضّل لمولانا الإمام أبي عبد الله الصّادق عليه السّلام:
"يا ابن رسول الله إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم؛ فقال له الصادق عليه السلام: ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضّة وقتل محسن بالرّفسة أعظم وأدهى وأمرّ، لأنّه أصل يوم العذاب". [الهداية الكبرى: ص417].
"يا ابن رسول الله إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم؛ فقال له الصادق عليه السلام: ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضّة وقتل محسن بالرّفسة أعظم وأدهى وأمرّ، لأنّه أصل يوم العذاب". [الهداية الكبرى: ص417].
هذا السّطور القليلة أقدّمها لـ:
سَيْفُ الله الَّذي لا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لا يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لا يَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عن عَوالِمِهِمْ، اَللّهُمَّ وَاَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ، وَاكْتُبْنا في أعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَأحْيِنا في دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ وَبِحَقِّهِ قائِمينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ.
الحجّة ابن الحسن صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه الشّريف، إليك يا بقيّة الله الأعظم وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك المقرّ لك بالرّق، راجيًا منك الرّضا والقبول.
سَيْفُ الله الَّذي لا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لا يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لا يَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عن عَوالِمِهِمْ، اَللّهُمَّ وَاَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ، وَاكْتُبْنا في أعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَأحْيِنا في دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ وَبِحَقِّهِ قائِمينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ.
الحجّة ابن الحسن صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه الشّريف، إليك يا بقيّة الله الأعظم وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك المقرّ لك بالرّق، راجيًا منك الرّضا والقبول.
- قال الشّيخ الأكبر أبي عبد الله العكبري المفيد رضي الله عنه: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبار عن القاسم بن محمّد الرازي عن عليّ بن محمّد الهرمزاني عن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه الحسين عليهم السلام قال: "لمّا مرضت فاطمة بنت النبيّ (صلى الله عليه وآله وعليها السّلام) وصّت إلى عليّ (صلوات الله عليه) أن يكتم أمرها، ويُخفي خبرها، ولا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك. وكان يمرّضها بنفسه، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس (رحمها الله) على استسرار بذلك كما وصّت به؛ فلمّا حضرتها الوفاة وصّت أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن يتولّى أمرها، ويدفنها ليلًا، ويعفي قبرها؛ فتولّى ذلك أمير المؤمنين (عليه السّلام) ودفنها، وعفى موضع قبرها؛ فلما نفض يده من تراب القبر، هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال:
"السّلام عليك يا رسول الله منّي، والسّلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها الله سرعة اللّحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلّا أنّ في التأسّي لي بسنّتك والحزن الذي حلّ بي بفراقك موضع التعزّي، فلقد وسّدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمّضتك بيدي، وتولّيت أمرك بنفسي، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون).
لقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء، يا رسول الله، أمّا حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهّد، لا يبرح الحزن من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهمّ مهيج، سُرعان ما فرّق بيننا، وإلى الله أشكو وستُنبئك ابنتك بتضافر أمّتك عليَّ وعلى هضمها حقّها، فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام عليك يا رسول الله سلام مودّع، لا سئم ولا قال، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، والصبر أيمن وأجمل، ولو لا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزامًا، وللبثت عنده معكوفًا، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تُدفن ابنتك سرًّا، وتهتضم حقّها قهرا، وتُمنع إرثها جهرًا، ولم يطل العهد، ولم يخل منك الذّكر، فإلى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك أجمل العزاء، وصلوات الله عليك وعليها ورحمة الله وبركاته"(1).
"السّلام عليك يا رسول الله منّي، والسّلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها الله سرعة اللّحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلّا أنّ في التأسّي لي بسنّتك والحزن الذي حلّ بي بفراقك موضع التعزّي، فلقد وسّدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمّضتك بيدي، وتولّيت أمرك بنفسي، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون).
لقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء، يا رسول الله، أمّا حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهّد، لا يبرح الحزن من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهمّ مهيج، سُرعان ما فرّق بيننا، وإلى الله أشكو وستُنبئك ابنتك بتضافر أمّتك عليَّ وعلى هضمها حقّها، فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام عليك يا رسول الله سلام مودّع، لا سئم ولا قال، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، والصبر أيمن وأجمل، ولو لا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزامًا، وللبثت عنده معكوفًا، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تُدفن ابنتك سرًّا، وتهتضم حقّها قهرا، وتُمنع إرثها جهرًا، ولم يطل العهد، ولم يخل منك الذّكر، فإلى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك أجمل العزاء، وصلوات الله عليك وعليها ورحمة الله وبركاته"(1).
فقه الحديث الشّريف
1- سيّدة نساء العالمين عليها السّلام أوصّت أن تُدفن سرًّا ولم تأذن لقتلتها صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأعوانهم لعنهم الله تعالى جميعًا بأن يحضروا دفنها أو يصلّوا عليها، وهذا بحدّ ذاته يُخرجهم عن ملّة الإسلام.
قالت سيّدة نساء العالمين عليها السّلام: "لا تصلِّ عليَّ أمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ، وظلموني حقي وأخذوا إرثي، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك ، وكذّبوا شهودي وهم - والله - جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين (عليه السلام) وأم أيمن وطفت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين (عليه السّلام) يحملني ومعي الحسن والحسين ليلًا ونهارًا إلى منازلهم أُذكّرهم بالله وبرسوله ألّا تظلمونا ولا تغصبونا حقّنا الّذي جعله الله لنا؛ فيجيبونا ليلًا ويقعدون عن نُصرتنا نهارًا، ثمّ ينفذون إلى دارنا قنفذًا ومعه عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد ليُخرجوا ابن عمّي عليًّا إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة، فلا يخرج إليهم متشاغلا بما أوصاه به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبأزواجه وبتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصّاه بقضائها عنه عدات ودينًا؛ فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنّار ليحرقوه ويحرقونا؛ فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتّى صار كالدّملج، وركل الباب برجله فردّه عليَّ وأنا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي؛ فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض فأسقطت مُحسنًا قتيلًا بغير جرم، فهذه أمّة تصلّي علي؟! وقد تبرّأ الله ورسوله منهم، وتبرّأت منهم"(2).
1- سيّدة نساء العالمين عليها السّلام أوصّت أن تُدفن سرًّا ولم تأذن لقتلتها صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأعوانهم لعنهم الله تعالى جميعًا بأن يحضروا دفنها أو يصلّوا عليها، وهذا بحدّ ذاته يُخرجهم عن ملّة الإسلام.
قالت سيّدة نساء العالمين عليها السّلام: "لا تصلِّ عليَّ أمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ، وظلموني حقي وأخذوا إرثي، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك ، وكذّبوا شهودي وهم - والله - جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين (عليه السلام) وأم أيمن وطفت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين (عليه السّلام) يحملني ومعي الحسن والحسين ليلًا ونهارًا إلى منازلهم أُذكّرهم بالله وبرسوله ألّا تظلمونا ولا تغصبونا حقّنا الّذي جعله الله لنا؛ فيجيبونا ليلًا ويقعدون عن نُصرتنا نهارًا، ثمّ ينفذون إلى دارنا قنفذًا ومعه عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد ليُخرجوا ابن عمّي عليًّا إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة، فلا يخرج إليهم متشاغلا بما أوصاه به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبأزواجه وبتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصّاه بقضائها عنه عدات ودينًا؛ فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنّار ليحرقوه ويحرقونا؛ فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتّى صار كالدّملج، وركل الباب برجله فردّه عليَّ وأنا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي؛ فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض فأسقطت مُحسنًا قتيلًا بغير جرم، فهذه أمّة تصلّي علي؟! وقد تبرّأ الله ورسوله منهم، وتبرّأت منهم"(2).
2- قبر سيّدة نساء العالمين عليها السّلام الشّريف إلى اليوم لا يُعرف موضعه، وخفاء قبرها الشّريف صلوات الله عليها إلى اليوم خير دليل على كشف جريمة الأنجاس الأرجاس في إنقلابهم على أعقابهم، وغصبهم الخلافة، وقتلهم بضعة المصطفى صلّى الله عليه وآله.
3- يقول مولانا الإمام سيّد الشهداء عليه السّلام كما في الحديث الشّريف: أنّ سيّد الأوصياء بعد أن دفن سيّدة نساء العالمين (عليهما السّلام) وهاج به الحزن: "حوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله"؛ فالإمام أمير المؤمنين عليه السّلام وهو من هو، يتوجّه إلى الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله.
نعم؛ فهو القائل بأبي هو وأمّي: "إنّما أنا عبد من عبيد محمّد صلّى الله عليه وآله"(3)؛ كما أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام يعطينا قاعدة شريفة؛ وهي إذا نزلت بنا المصائب واعترتنا الهموم والأحزان، نتوجّه ونلوذ بقبورهم وهي "بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال".[النور:36] صلوات الله عليهم.
فقبور أئمّة الهدى ومصابيح الدّجى عليهم السّلام هي كما أخبرنا الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله في حديثه لأخيه ووصيّه أمير المؤمنين عليه السّلام: "يا أبا الحسن، إنّ الله جعل قبرك وقبر ولْدك بقاعًا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها، وإنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده"(4).
فعندما نخاطبهم ونشكو إليهم ونطلب منهم؛ فهم عليهم السّلام يسمعون كلامنا ويشهدون مقامنا؛ ففي زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام المروية عن صادق العترة عليه السّلام نقول: "أشهد أنّك تسمع كلامي وتشهد مقامي"(5)؛ كما أنّنا نخاطب ونتوسّل بمولانا وإمام زماننا في دعاء الندبة الشّريف المروي عنه عجّل الله تعالى فرجه الشّريف، ونقول: "أين وجه الله الّذي إليه يتوجّه الأولياء، أين السّبب المتّصل بين الأرض والسّماء"(6).
فالله تعالى يقول: "وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [البقرة:189].
وفي تفسير هذه الآية الكريمة عن مختصر بصائر الدّرجات لإبن سليمان الحلّي مُسندًا عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام قال: "من أتى آل محمّد صلى الله عليه وآله أتى عينًا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع، ذلك بأنّ الله لو شاء لأراهم شخصه حتّى يأتوه من بابه، ولكن جعل آل محمّد عليهم السّلام الأبواب الّتي يُؤتى منها، وذلك قول الله عزّ وجل: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)"(7).
فكلّ عبد خلقه الله تعالى، إذا أراد الله بدأ بمحمّد وآل محمّد ومن وحّد الله قَبِلَ عن محمّد وآل محمّد ومن قصد الله توجّه إلى محمّد وآل محمّد، صلوات الله تعالى عليهم ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم.
فعندما نخاطبهم ونشكو إليهم ونطلب منهم؛ فهم عليهم السّلام يسمعون كلامنا ويشهدون مقامنا؛ ففي زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام المروية عن صادق العترة عليه السّلام نقول: "أشهد أنّك تسمع كلامي وتشهد مقامي"(5)؛ كما أنّنا نخاطب ونتوسّل بمولانا وإمام زماننا في دعاء الندبة الشّريف المروي عنه عجّل الله تعالى فرجه الشّريف، ونقول: "أين وجه الله الّذي إليه يتوجّه الأولياء، أين السّبب المتّصل بين الأرض والسّماء"(6).
فالله تعالى يقول: "وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [البقرة:189].
وفي تفسير هذه الآية الكريمة عن مختصر بصائر الدّرجات لإبن سليمان الحلّي مُسندًا عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام قال: "من أتى آل محمّد صلى الله عليه وآله أتى عينًا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع، ذلك بأنّ الله لو شاء لأراهم شخصه حتّى يأتوه من بابه، ولكن جعل آل محمّد عليهم السّلام الأبواب الّتي يُؤتى منها، وذلك قول الله عزّ وجل: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)"(7).
فكلّ عبد خلقه الله تعالى، إذا أراد الله بدأ بمحمّد وآل محمّد ومن وحّد الله قَبِلَ عن محمّد وآل محمّد ومن قصد الله توجّه إلى محمّد وآل محمّد، صلوات الله تعالى عليهم ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم.
4- أمير المؤمنين عليه السّلام يقول في شكواه مخاطبًا أخيه ونبيّه وابن عمّه صلّى الله عليه وآله: "وستُنبئك ابنتك بتضافر أمّتك عليَّ وعلى هضمها حقّها، فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين".
فعلى سبيل الإيجاز سنقتصر على شرح الميرزا حبيب الله الخوئي (رحمه الله)، حيث يقول:
"لا يخفى ما في هذه العبارة من حسن البيان مع بديع الايجاز فانّ التظافر بمادّته التي هى الظفر وهو الفوز على المطلوب يدلّ على أنّ هضمها كان مطلوبا لهم لكنهم لم يكونوا متمكّنين من الفوز به ما دام كونه صلّى اللّه عليه وآله حيًّا بين أظهرهم، فلما وجدوا العرصة خالية من وجوده الشّريف فازوا به.
وإن كان مأخوذًا من أظفر الصقر الطاير من باب افتعل وتظافر، أي أعلق عليه ظفره وأخذه برأسه فيدلّ على أنهم علّقوا أظفارهم على هضمها قاصدين بذلك قتلها وإهلاكها.
فلأنهم قد تظافروا على رفعها عن محلّها ومقامها الذي كان لها وحطّوها عن مرتبتها المقرّرة ولم يراعوا فى حقّها ما كان لازمًا عليهم من التبجيل والإعظام والتعظيم والاكرام، بل عاملوا معها معاملة الرّعية والسوقة حتى ألجأوها إلى الخروج إلى مجامع الرّجال فى أمر فدك وغيره مثل ساير النسوة البرزة.
ويكون إشارة إلى ما صدر عنهم من كسر ضلعها واسقاط جنينها يوم إخراجه عليه السّلام من البيت ملبّبًا للبيعة كما أنّه إشارة إلى اجتماعهم على نقص حقّها المقرّر لها بقوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ).[الإسراء:26] فيكون إشارة إلى غصب فدك.
وأما المعنى الرّابع فهو أولى بالإرادة لشموله جميع مظالمها وما وقع في حقّها من الظّلم والجور، فإلى اللّه المشتكى من سوء عمل الأمّة وشنيع فعلهم بالعترة، وما أدري:
مـاذا يقـولـون إذ قـال النبيّ لهـم ** مـاذا فعلـتم وأنتـم آخـر الأمـمِ
بـعترتـي وبأهـلـي بـعد مُفتقـدي ** منهـم أُسارى ومنهـم ضرّجوا بدمِ
مـا كان هـذا جزائي إذ نصـحت لكم ** أن تخـلفوني بسوء في ذوي رحمِ"(8).
فعلى سبيل الإيجاز سنقتصر على شرح الميرزا حبيب الله الخوئي (رحمه الله)، حيث يقول:
"لا يخفى ما في هذه العبارة من حسن البيان مع بديع الايجاز فانّ التظافر بمادّته التي هى الظفر وهو الفوز على المطلوب يدلّ على أنّ هضمها كان مطلوبا لهم لكنهم لم يكونوا متمكّنين من الفوز به ما دام كونه صلّى اللّه عليه وآله حيًّا بين أظهرهم، فلما وجدوا العرصة خالية من وجوده الشّريف فازوا به.
وإن كان مأخوذًا من أظفر الصقر الطاير من باب افتعل وتظافر، أي أعلق عليه ظفره وأخذه برأسه فيدلّ على أنهم علّقوا أظفارهم على هضمها قاصدين بذلك قتلها وإهلاكها.
فلأنهم قد تظافروا على رفعها عن محلّها ومقامها الذي كان لها وحطّوها عن مرتبتها المقرّرة ولم يراعوا فى حقّها ما كان لازمًا عليهم من التبجيل والإعظام والتعظيم والاكرام، بل عاملوا معها معاملة الرّعية والسوقة حتى ألجأوها إلى الخروج إلى مجامع الرّجال فى أمر فدك وغيره مثل ساير النسوة البرزة.
ويكون إشارة إلى ما صدر عنهم من كسر ضلعها واسقاط جنينها يوم إخراجه عليه السّلام من البيت ملبّبًا للبيعة كما أنّه إشارة إلى اجتماعهم على نقص حقّها المقرّر لها بقوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ).[الإسراء:26] فيكون إشارة إلى غصب فدك.
وأما المعنى الرّابع فهو أولى بالإرادة لشموله جميع مظالمها وما وقع في حقّها من الظّلم والجور، فإلى اللّه المشتكى من سوء عمل الأمّة وشنيع فعلهم بالعترة، وما أدري:
مـاذا يقـولـون إذ قـال النبيّ لهـم ** مـاذا فعلـتم وأنتـم آخـر الأمـمِ
بـعترتـي وبأهـلـي بـعد مُفتقـدي ** منهـم أُسارى ومنهـم ضرّجوا بدمِ
مـا كان هـذا جزائي إذ نصـحت لكم ** أن تخـلفوني بسوء في ذوي رحمِ"(8).
ـــــــــــــ
(1) المفيد، الأمالي، ص144-145، ح7، المجلس33؛ وقريب منه: ابن أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة، 10/ 43، خطبة195.
(2) المجلسي، بحار الأنوار، 30/ 392-393، ح164، باب20.
(3) الكليني، الكافي الشّريف، 1/ 90، ح5.
(4) الطّوسي، تهذيب الأحكام، 6/ 1031-1032، ح7، باب7؛ الحرّ العاملي، وسائل الشّيعة، 14/ 382-383، ح1، باب26.
(5) ابن طاووس، إقبال الأعمال، 3/ 134.
(6) ابن طاووس، المصدر نفسه، 1/ 509؛ عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ص611 "دعاء الندبة" الشّريف.
(7) هاشم البحراني، البرهان في تفسير القرآن، 1/ 416-417، ح12.
(8) حبيب الله الخوئي، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، 13/ 18.
(2) المجلسي، بحار الأنوار، 30/ 392-393، ح164، باب20.
(3) الكليني، الكافي الشّريف، 1/ 90، ح5.
(4) الطّوسي، تهذيب الأحكام، 6/ 1031-1032، ح7، باب7؛ الحرّ العاملي، وسائل الشّيعة، 14/ 382-383، ح1، باب26.
(5) ابن طاووس، إقبال الأعمال، 3/ 134.
(6) ابن طاووس، المصدر نفسه، 1/ 509؛ عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ص611 "دعاء الندبة" الشّريف.
(7) هاشم البحراني، البرهان في تفسير القرآن، 1/ 416-417، ح12.
(8) حبيب الله الخوئي، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، 13/ 18.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق