من اتّبعكم فالجنّة مأواه ومن خالفكم فالنّار مثواه ومن جحدكم كافر

من اتّبعكم فالجنّة مأواه ومن خالفكم فالنّار مثواه ومن جحدكم كافر
من اتّبعكم فالجنّة مأواه ومن خالفكم فالنّار مثواه ومن جحدكم كافر

المخالفين لأهل البيت عليهم السّلام هم أهل الخسران والضلال المبين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبوبكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم.

روى العلّامة السيّد هاشم البحراني (رضي الله عنه) تحت باب "أنّ الأئمّة عليهم السّلام قد خسر معاديهم وتارك سبيلهم وضلّ ضلالاً مبيناً" هذه الأحاديث الشّريفة:
- الحديث الأوّل
محمّد بن يعقوب الكليني: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا [أبو بكر] وفلانا [عمر] لهم أمانة وصدق ووفاء وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق؟
قال: فاستوى أبو عبد الله (عليه السلام) جالساً فأقبل عليَّ كالغضبان، ثمّ قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله.
قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟
قال: نعم، لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثمّ قال ألا تسمع لقول الله عزّ وجل: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله وقال: (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) إنّما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام، فلمّا أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله عزّ وجل خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفّار (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).

- الحديث الثاني
محمّد بن يعقوب الكليني: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ).
قال هم والله أولياء فلان [أبو بكر] وفلان [عمر] اتّخذوهم أئمّة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما فلذلك قال: (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَاب * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَاب * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار). ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): هم والله يا جابر أئمّة الظلمة وأشياعهم.

- الحديث الثالث
محمّد بن يعقوب الكليني: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضّال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبد الحميد الوابشي عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قلت له إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها؟
فقال سبحان الله وأعظم ذلك ألا أخبركم بمن هو شرّ منه؟
قلت: بلى.
قال: الناصب لنا شر منه أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرقّ لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلّها إلّا أن يجيء بذنب يخرجه من الإيمان، وإنّ الشّفاعة لمقبولة وما تُقبل في ناصب وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة، فيقول: يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربّك وأنا أحقّ من كافى عنك، فيدخله الجنّة وما له من حسنة، وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار: (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

- الحديث الرابع
علي بن إبراهيم: حّدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي اسامة عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام قالا:
والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتّى يقولوا أعداؤنا اذا رأوا ذلك: (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِين * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيم * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين). قال: من المهتدين قال: لأنّ الإيمان قد لزمهم بالاقرار.

- الحديث الخامس
محمّد بن يعقوب الكليني: عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجل:(فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ).
فقال: عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم (عليه السلام) وهم ذر.

- الحديث السادس
محمّد بن يعقوب الكليني: عن علي بن محمّد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام:
قال: قلت: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
قال: إنّ الله ضرب مثل من حادّ عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره، وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم، والصراط المستقيم أمير المؤمنين (عليه السلام).

- الحديث السابع
محمّد بن يعقوب الكليني: عن علي بن محمّد عن علي بن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام:
قال له: أما والله يا فضيل ما لله عزّ ذكره حاجّ غيركم ولا يغفر الذنوب إلّا لكم ولا يُتقبل إلّا منكم وإنّكم لأهل هذه الآية: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً).
يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزّكاة وتكفّوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة؟ ثم قرأ: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) أنتم والله أهل هذه الآية.

- الحديث الثامن
محمّد بن يعقوب الكليني: عن علي بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:
قلت له: جعلت فداك قوله: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ). فقال: من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا. قال: فسكت، فقال لي: فهلّا أفيدك حرفاً خير لك من الدّنيا وما فيها؟
قلت: بلى، جعلت فداك قال قوله: (فَكُّ رَقَبَةٍ).
ثمّ قال: الناس كلّهم عبيد النار غيرك وأصحابك، فإنّ الله فكّ رقابكم من النّار بولايتنا أهل البيت.

- الحديث التاسع
محمّد بن إبراهيم النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن ابن سنان، عن أبي السّائب، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام:
اللّيل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، والشّهور اثنا عشر شهراً، والأئمّة (عليهم السّلام) اثنا عشر إماماً، والنقباء اثنا عشر نقيباً، وإنّ عليّاً ساعة من اثنتي عشرة ساعة، وهو قول الله عزّ وجل: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا).

- الحديث العاشر
محمّد بن يعقوب الكليني: محمّد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
كلّ من دان الله عزّ وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحيّر والله شانئ لأعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها  وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها فلمّا جنّها اللّيل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فحنّت إليها واغترت بها فباتت معها في مربضها.
فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيّرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنّت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي إلحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيّرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذّئب ضيعتها فأكلها.
وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق.
واعلم يا محمد أنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضّلال البعيد.

- الحديث الحادي عشر
محمّد بن يعقوب الكليني: علي بن إبراهيم القمّي عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام:
في قوله تعالى: (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) فالّذين كفروا بولاية علي (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ).

- الحديث الثاني عشر
محمّد بن يعقوب الكليني: العدّة عن سهل عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قلت: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة) قال: يغشاهم القائم السيف، قال: قلت: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة) قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، قال: قلت: (عَامِلَةٌ) قال: عملت بغير ما أنزل الله، قال: قلت: (نَّاصِبَة) قال: نصبت غير ولاة الامر، قال: قلت: (َصْلَى نَارًا حَامِيَة) قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم (عليه السّلام) وفي الآخرة نار جهنم.

هاشم البحراني، اليتيمة والدُّرّة الثّمينة، تحقيق فارس حسُّون كريم، (ط1، مؤسّسة الأعلمي، بيروت، 1415/ 1995)، ص211-224.


أقول:
نستفيد من هذه الروايات الشّريفة المتواترة عن أهل بيت العصمة صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أنّ كلّ من خالف دين الله تعالى واتّبع دين أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة لعنهم الله تعالى فمصيره جهنّم وبئس المصير، فالدّين الإسلامي هو دين النبيّ محمّد الأعظم وسيّد الأوصياء علي أمير المؤمنين والسيّدة فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين وأبنائهم المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لا دين البكريّة لعنهم الله تعالى وخلّدهم الجبّار في سقر.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين".[آل عمران: آية85] فالدّين الإسلامي هو دين أهل البيت عليهم السّلام ولا يقبل الله تعالى ديناً غير دينهم، وكل من خالف أهل البيت عليهم السّلام ونصب أئمّة غيرهم فله دين مخالف لدين الإسلام وهو ملعون من أهل الضلالة والنّار.
كما تواتر قول النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله في آخر خطبته يوم قبضه الله عزّ وجل عزّ وجل إليه كما في (الكافي الشّريف) أنّه قال: "إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنّ اللّطيف الخبير قد عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى فتمسّكوا بهما لا تَزِلُّوا ولا تَضِلُّوا ولا تَقَدَّمُوهم فَتَضِلُّوا".[الكافي الشّريف: 2/ 415، ح1].
فأهل البيت عليهم السّلام هم عدل القرآن الكريم ولا يؤخذ الدّين إلّا من القرآن ومنهم؛ فالمخالفون أتباع الدّين البكري لعنهم الله تعالى الّذين اتّبعوا أعداء أهل البيت كأبي بكر وعمر وعائشة لعنهم الله تعالى، هم ملعونين أهل بدعة وضلالة ومصيرهم جهنّم وبئس القرار.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ومخالفيهم أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة وعثمان وبني أميّة ومن والاهم. 

ليست هناك تعليقات: