بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبوبكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم.
- روى ابن حنبل في مسنده بسنده عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان.
قال المحقّق شعيب الأرنؤوط: صحيح وهذا إسناد حسن(1).
- وروى ابن بردزبه البخاري في صحيحه، تحت "باب ما جاء في بيوت أزواج النبي (ص) وما نسب من البيوت إليهن" بسنده عن نافع عن عبد الله قال:
قام النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ها هنا الفتنة - ثلاثاً - من حيث يطلع قرن الشيطان(2).
بيان:
النّص واضح وصريح في أنّ المعني في الحديث هي الحميراء الملعونة؛ فبعيداً عن التأويلات السخيفة الّتي يدّعيها البكريّة لعنهم الله تعالى، نرى أنّ ابن بردزبّة البخاري لعنه الله أورد الحديث تحت باب (ما جاء في بيوت أزواج النبي - صلّى الله عليه وآله -) وهذه قرينة واضحة على أنّ المقصود بالحديث هو مسكن عائشة.
ثمّ أنّنا إذا جمعنا كلمة (هنا) والإشارة إلى مسكن عائشة لعنها الله اتضح لنا بأنّ الفتنة ورأس الكفر وقرن الشيطان يتمثّلون في الملعونة عائشة.
كما أنّ النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) حين خرج من بيت عائشة قال: (رأس الكفر ها هنا)، أي من هذا المكان ومن هذا البيت، لمكان كلمة (ها هنا) الّتي تدلّ على القرب المكاني، وورد في المعجم الوسيط: "(هُنا) إسم إشارة للقريب, وتتّصل به (ها) التنبيه، فيقال: ها هنا أو هنا"(3).
- الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام يشبّه عائشة لعنها الله تعالى بالشّيطان الّذي استفزّ النّاس في قتال وليّ الأمر أمير المؤمنين صلوات الله تعالى عليه في معركة الجمل؛ فقد روى ثقة الإسلام الشّيخ الكليني رضي الله عنه في الكافي الشّريف عن سلام المستنير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:
"إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) لما انقضت القصّة فيما بينه وبين طلحة والزبير وعائشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثمّ قال:
يا أيّها النّاس إنّ الدنيا حلوة خضرة تفتن الناس بالشّهوات وتزين لهم بعاجلها وأيّم الله إنها لتغر من أملها وتخلف من رجاها وستورث أقواما الندامة والحسرة بإقبالهم عليها وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم على أهل الدّين والفضل فيها ظلما وعدوانا وبغيا وأشرا وبطرا وبالله إنّه ما عاش قوم قط في غضارة من كرامة نعم الله في معاش دنيا ولا دائم تقوى في طاعة الله والشّكر لنعمه فأزال ذلك عنهم إلّا من بعد تغيير من أنفسهم وتحويل عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلّة محافظة وترك مراقبة الله جلّ وعزّ وتهاون بشكر نعمة الله لأنّ الله عزّ وجلّ يقول في محكم كتابه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَال).
ولو أن أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم حذروا زوال نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله جل ذكره بما كسبت أيديهم فأقلعوا وأبوا وفزعوا إلى الله جل ذكره بصدق من نياتهم وإقرار منهم بذنوبهم وإساءتهم لصفح لهم عن كل ذنب وإذاً لأقالهم كلّ عثرة ولردّ عليهم كل كرامة نعمة ثم أعاد لهم من صلاح أمرهم ومما كان أنعم به عليهم كل ما زال عنهم وأفسد عليهم فاتّقوا الله أيّها الناس حقّ تقاته واستشعروا خوف الله جلّ ذكره وأخلصوا اليقين وتوبوا إليه من قبيح ما استفزّكم الشّيطان من قتال وليّ الأمر وأهل العلم بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وما تعاونتم عليه من تفريق الجماعة وتشتّت الأمر وفساد صلاح ذات البين إنّ الله عزّ وجل يقبل التوبة ويعفو عن السّيئات ويعلم ما تفعلون"(4).
أقول:
نرى أنّ سيّد الأوصياء عليه السّلام في خطبته الشّريفة يشبّه عائشة بنت عتيق لعنهما الله بـ (الشّيطان) لأنّها هي الّتي ألّبت النّاس على الإمام علي عليه السّلام وقادت حرب الجمل على جملها الملعون عسكر بُغضاً وعداوةً لأبي الحسن عليه السّلام؛ والملعونة وصاحبيها طلحة والزبير لعنهما الله كانوا يريدون تفريق أمر الأمّة ونشر الفساد عن طريق قتل سيّد الأوصياء عليه السّلام في معركتهم القذرة.
فإذاً كما قال رسول الله وأمير المؤمنين (عليهما وآلهما السّلام) الحميراء عائشة بنت عتيق بن أبي قحافة (لعنهم الله) هي منبع الفتنة ورأس الكفر وقرن الشيطان.
ولا نقول إلّا لعنة الله تعالى على منبع الفتنة ورأس الكفر وقرن الشيطان الملعونة ابنة الملعون عائشة بنت عتيق بن أبي قحافة لعنهم الله تعالى.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن عدوّتهم
عائشة بنت عتيق ومن والاها.
ـــــــــــــــــ(1) أحمد بن حنبل، المسند، تحقيق وتعليق شعيب الأرنؤوط، (القاهرة، مؤسّسة قرطبة، لات)، ج2، ص23، ح4751.
(2) محمّد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، (بيروت، دار الفكر، 1401/ 1981)، ج4، ص46.
(3) مجمع اللّغة العربيّة، المعجم الوسيط، (ط4، القاهرة، مكتبة الشّروق الدوليّة، 1425/ 2004)، ص1028، مادّة: "هنا".
(4) محمّد بن يعقوب الكليني، الكافي، تحقيق علي أكبر الغفاري، (ط2، طهران، دار الكتب الإسلاميّة، 1389هـ)، ج8، ص256-257، ح368.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق